الكتب الصوتية
مع زيادة مشاغل ومشاكل الحياة أغلب الأشخاص لا يجدون وقتاً للمطالعة والقراءة. فالمطالعة تُعدُ غذاءً للروح والعقل وزيادة الثقافة واكتساب كل ما هو جديد فهي تحافظ على قوة وصحة العقل وتُعززُ قدرة الدماغ وحمايته من أمراض الشيخوخة وضعف الذاكرة وغيرها من اختلالات في وظائف الدماغ، ومن هنا يبدأ دور الكتاب الصوتي. الكتاب الصوتي "Audiobooks" عبارة عن كتاب يتّمُ من خلاله تقديم محتوى لكتاب أو عمل آخر بشكل مسموع، وذلك يتم من خلال تسجيل المحتوى من قبل اختصاصي في مجال الخطابة والالقاء. هناك العديد من الفوائد المعترف بها للكتب الصوتية التي تجعلها مناسبة للعديد من المواقف. على سبيل المثال، يمكنك الاستماع إلى الكتب الصوتية أثناء القيادة والتنظيف والمشي وما إلى ذلك وتوفير قدر كبير من الوقت. ذلك لا يعني أن الكتب المسموعة أفضل من القراءة، المقصود هو أن كلاهما لهم أهمية خاصة ويجب الاعتراف بالاثنين بسبب القيم العظيمة التي يقدمانها للقارئ، لنذكر بعضاً من مميزات وفوائد الكتب الصوتية :
تحسين النطق والطلاقة:
يُحسن الاستماع إلى الكُتب الصوتية دقةَ القراءة والتحدُثِ بطلاقة. يمكنكَ خلال الاستماع للراوي ملاحظة وتعلم الطريقة التي ينطقُ بها الكلمات المختلفة. ليس ذلك فحسب، بل يمكنك أيضًا ملاحظة سرعة قراءته، وتوقفاته المؤقتة، وتخلصه من التوتر، وهي أمور بالغة الأهمية في التمتع بطلاقة جيدة وإتقان أي لغة.
تحسين الذاكرة:
هناك الكثير من الأشياء التي تحتاج إلى تذكرها أثناء الاستماع إلى كتاب مسموع. أسماء الشخصيات وخصائصها، واسم الأماكن، وتسلسل الأحداث، والمحادثات المهمة وما إلى ذلك هي بعض المعلومات الأساسية التي يجب أن تضعها في اعتبارك أثناء الاستماع إلى القصص. تزيد القدرة على حفظ المعلومات في التحسن مع زيادة عدد الكتب الصوتية التي تستمع إليها. وبينما يتعلم دماغك أن يتذكر المعلومات من القصة، يصبح أيضًا أفضل في تذكر أشياء أخرى من حياتك..
تعزيز الصحة العقلية:
إن الاستماع للكتب الصوتية جيد للصحة العقلية، تماماً مثل مطالعة وقراءة الكتب. تساعد هذه العادة في التقليل من التوتر والخلص من الضغط النفسي.
الصوت يطرد الأفكار السلبية:
من الأمور الأكثر تميزاً التي تستحوذ عليها الكتب الصوتية هو أن الاستماع يحسن المزاج، إن المصابين بالقلق والاكتئاب هم على داريه بما يسمى دوامة الأفكار السلبية. عند المطالعة يكون من الصعب جداً عدم الاستماع إلى هذه الأفكار بل يعدُ أمراً مستحيل، لكن مع وجود الصوت في الكتب الصوتية يصبح إسكات الأفكار السلبية والتخلص منها على المدى البعيد أمراً سهلاً، فإن الاستماع إلى شخصٍ آخر يقرأ بصوتٍ مرتفعٍ له دورٌ أساسيٌ في التخلص من هذه الأفكار.
المساعدة على النوم:
يستمع الكثير من الناس إلى الكتب الصوتية المهدئة قبل النوم، هذا يساعد على النوم وتحسين نوعيته..
تحسين التركيز والانتباه:
أثناء الاستماع إلى كتاب صوتي، يجب الانتباه إلى ما يحاول الراوي إيصاله. وسيتعين على المستمع حفظ المعلومات طوال السرد، من السهل جدًا أن يضيع المستمع بمجرد تشتت انتباهه أثناء الاستماع إلى الكتب الصوتية. وعلى عكس قراءة الكتب، هنالك صعوبة في الرجوع إليها وإعادة الاستماع إليها مرة أخرى. لذلك من المهم التركيز خلال الاستماع.
يساعد على تحسين إدارة الوقت:
من أبرز مزايا الكتب الصوتية أنه يمكن توفير قدر كبير من الوقت من خلال تعدد المهام. يمكن الاستمرار في الاستماع إلى الكتاب الصوتي إذا كانت المهام الأخرى لا تتطلب الكثير من انتباهك.
تحسين مهارات الاستيعاب:
أثناء الاستماع إلى كتاب صوتي، تتم معالجة الكثير من المعلومات في دماغنا في وقت واحد. إنه يفتح العديد من وجهات النظر المختلفة حتى يفهمها العقل. إذا الاستماع إلى كتاب الغموض أو التشويق، فإن العقل يحاول باستمرار التكهن بنتائج وأحداث معينة. يجب أيضًا أن تربط حدثًا بالآخر حتى يكون له معنى في القصة. كل هذا بدوره يشحذ العقل ويعزز مهارات التفكير النقدي والتحليلي.
لذلك فإن الكتب المسموعة مفيدة للغاية للأشخاص وأيضا للذين يعانون من إعاقات بصرية وفوائد عديدة لم يتسنى لنا ذكرها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق